COMPARTIR

Esta imagen tiene un atributo ALT vacío; su nombre de archivo es 20181220_133537-1-1-1-150x150.jpg
Said Hammou 22/5/2019

تـــــاريخ قـــصير لقـــطار كــــــبير 

من قرية الصيادين أو “ الرنكون” تقف بنا عقارب الساعة و نعود  الى 100  سنة الى الوارء  ثم يقف بنا الزمن  على صوت صفارة , على صوت قطار مارا بقرتنا , يسير خطوة بخطوة، يقطع المسافات ويصل إلى المحطات , ومع كل محطة يبدأ المسافرون فى الركوب والقادمون فى النزول ،الرصيف مزدحما عن اخره. حشودا من المسافريين مثقلين بحقائب جلدية قديمة مختلفة الاحجام والأشكال واخرون  بأكياس  الخيش على اكتافهم  ، جموع  من الجنود الاسبان منتشرون على طول الرصيف , ونساء  بلباسهن التقليدي , جالسات بهدوء ,يتبادلون الحكايات . تسمع عبارات الوداع , وعبارات الترحيب , وجوه باسمة , واخرى باكية.  ثم تمتلئ العربات بركاب جدد, نتعرف إلى حكاياتهم الى نوادرهم الى قصصهم

cuadro de MARIANO ‘BERTUCHI 1930

تُطلَق الصفارة مرة اخرى, انها لحظة المغادرة الى المحطة التالية , تبدأ العجلات في الدوران , دورة وراء دورة … يتعالى نفث البخار في السماء ثم تنطلق الرحلة , يتحرك بطيئا لدقائق معدودو ة وهو يستجمع سرعته مندفعا الى الامام , كانت المسافة قصيرة بين المحطات , وعند وصوله كدية الطيفور مودعا قرية الصيادين . يصل بنا الى النفق , الى» الكاف» كما يسميه أهل القرية , ومن ثم تبدوا لنا» الكرورة » و «مافطكس» بيوت بيضاء متفرقة و منتشرة هنا وهناك , أطفال يصرخون بالفرح وهم يلوحون بأيديهم الى الركاب , وقطعان من الأغنام والأبقار ترعي بهدوء على الحقول الخضراء … بساتين من البرتقال و الليمون الاخضر, وأشجار الصفصاف على طول السكة, وبعد فترة وجيزة يصل بنا الى الملاليين, تسمع الصفارة من جديد , وصوت العجلات التي تحتك بالقضبان … ثم يبطئ في السرعة شيئا فشئا حتى يقترب رصيف المحطة ويقف تماما …..ينزل من ينزل ويركب من يركب ثم يتابع رحلتة الى تطوان الى نقطته الاخيرة……..إ


cuadro de MARIANO ‘BERTUCHI (Tren de Ceuta) 1924

انه » البابور البري » المخلوق العجيب الذي أبهر أجدادنا عند وصوله لأول مرة ،سمي ب «البابور البري» لكونه الآلة النفاثة للبخار التي تدب على البر، وذلك تحرزا من بابور البحر التي كانت تُطلق على السفينة، وكأن القطار إنما هو سفينة تمخر أمواج وتضاريس البر بغرض نقل الأشخاص والأمتعة بكميات كبيرة….إ

Tren en dirección a tetuan (salida de ceuta)

عيون المستعمر ومشروع السكة

لقد آمنت الدول الاستعمارية الثلاث التي كانت تتنافس على المغرب وهي بريطانيا وفرنسا وإسبانيا أنه لا سبيل إلى تحقيق المطامع في المغرب إلا بعد حل مشكلة البنية التحتية، فإنزال القوات الاستعمارية إلى البر المغربي يحتاج إلى أرضية مجهزة ببنية تحتية متينة تسهل تنقل وحركة العساكر والمعدات والعتاد في التراب المغربي بسلاسة ومرونة.…إ

TREN CEUTA -TETUAN : N» 4 CON NOMBRE NEGRO

في سنة 1908 فكر المستعمر الاسباني بشمال المغرب  بمشروع  احداث ميناءبمدبنة سبتة الذي سيكون  وسيلة للتواصل بين شبه الجزيرة الأيبيرية والمغرب.وبسكة حديدية تربط مدينة سبتة  بمدينة تطوان عاصمة للمنطقة الحماية الاسبانية  ثم من  طنجة وصولا الى فاس بدأت اشغال الميناء في سنة 1909 لكن فكرةالقطار لم ترق الى مستوى التطبيق بفعل صعوبة المنطقة جيولوجيا ……كان  المشروع  سيكلف ميزانية ضخمة سترهق المالية الاسبانية فبقت الفكرة حبرا على ورق ,,,,,, وفي 10 ابريل من سنة  1913  طرحت فكرة القطار من جديد و لكن هده المرة حضيت بالموافقة من وزارة الحرب الاسبانية لربط سبتة بمدينة تطوان بطول خط يصل الى 41 كم وعرض متر واحد 

TÚNEL CEUTA

وفي يونيو من نفس السنة  خصصت لها ميزانة خاصة  بلغت 8 مليون بسيطة تقريبا . وفي بداية شهر ابريل من سنة 1915 بدات الاشغال شارك فيه مجمعوعة من المهندسو الحرب وقوات الجيش  وعمال إسبان ومغاربة الذين أجرتهم الدولة بأثمان رخيصة كانوا يعملون بالخط بصفة دائمة….قسمت هذه الاشغال  الى ستة أشطر  , ذلك حسب تصميم  مواقع بناء المحطات حيث كانت البداية من الساحل 

OBRA DEL TÚNEL CEUTA

 وقد صاحب المشروع إقامة كثير من المباني والمنشآت المختلفة لخدمة هذا المشروع من أهمها ثماني محطاة  رئيسية على مسار السكة ومباني خدمات المحطة كمبنى سكن مأمور المحطة ومبنى المستودعات ومبنى ورشة الإصلاح ومبنى الخزانات لتزويد القطارات بالمياه  ……وقد صادف المشروع عقبات كثيرة منها السيول الجارفة وجغرافية المنطقة التي كانت إحدى العقبات التي شكلت خطورة كبيرة وحقيقية على الخط ,  فمثلا  الخط الساخلي بين الرنكون والريفيين  الذي هو عبارة عن منطقة رطبة من المستنقعات والمجاري والوديان  التي تكب مياهها بالبحر كمرجة  أسمير أو” أزمير” (الديس)  وواد النيكرو ,حيث تم التغلب عليها ببناء مجموعة من  القناطر منها قنطرة النيكرو و قنطرة واد اسمير  ثم نفق الرنكون” الكهف” الذي يمتد على طول 100متر داخل جوف الارض بني في  صيف 1917 باستعمال البارود والمتفجرات 

ESTACIÓN DE CEUTA

,,,استغرق العمل في انشاء الخط الحديدي من ابريل  1915الى غاية مارس 1918 كانت محطة تطوان  تعتبر نقطة الانطلاق مارا بسبعة محطات أخري ك الملاليين ثم الرنكون والنكرو والرييفين وكاستيخو وميراماروصولا الى سببة المحطة الاخيرة جميعها منشآت ذات الطراز الاندلسى قام بتصميمها المهندس المعماري الإسباني “خوليو رودريجز” . …إ

ESTACIÓN DE MIRAMAR

وفي يوم 4 ماي 1918، دشن الخليفة السلطاني الحسن بن المهدي صحبة الوزراء والكتاب وأصحاب المخزن، محطة تطوان معلنا انطلاق أول قطار في التاريخ يربط المغرب بإسبانيا, قبل أن تقوم السلطات الإسبانية عبر “كارلوس دي بوريون” ممثل ملك إسبانيا، بتدشين القطار رسميا في 17 ماي 1918  . تم وصول اول قطارمن نوع» ألكو « الأمركي الصنع الى مدينة تطوان صباح يوم 17 مارس 1918حيث اقيم الافتتاح الرسمي بحضور خليفة تطوان  المهدي والامير كارلوس وشخصيات تطوانية واسبانية

ESTACIÓN DE CASTILLEJO

  لم يكن هدف أسبانيا  بالأساس اجتماعيا أو اقتصاديا بقدر ما كان ضرورة أملتها التطلعات السياسية آنذاك و المتمثلة في  تسهيل عملية نقل الجيش ونقل الاسلحة  و العتاد الحربي   للقضاء  على المقاومة  الريفية التى كان يقودها المجاهدون ….ثم جاء الدور  الاقتصادي  عبر جلب المواد المصنعة من اسبانيا  وتسويقها بالمغرب  مثلا بعض المواد الغذائية،المنسوجات،الآلات،السيارات.. وتصدير خيرات المغرب ومنتوجاته التى تتكون بالأساس من المواد الفلاحية كالبواكر والكروم والصوف والمواد البحرية والمعادن الخام

ESTACIÓN DE DAR REFFIEN

 اما الدور  الاجتماعي والاخير فقد كان  عن طريق نقل المسافرين حيث منحت للناس حرية غير مسبوقة  بالسفربين سبتة وتطوان وسهلت عليهم عبئ نقل بضائعهم من مكان الى اخر الدي كان يقتصر سوي على الحمير والبغال وساعد في خلق نوع من الرواج التجاري بالمنطقة

ESTACIÓN DE NEGRO

كان طموح إسبانيا لتوسيع المشروع واضحا، حيث تطورت آليات وعربات القطار مع السنوات، بعدما انطلق المشروع بـ6 مقصورات بخارية من  نوع “ ألكو”   ألأمريكية الصنع التى كانت مرقمة حسب اسماء المحطات كرقم 1  الموجود ة حاليا بمديية سبتة باسم» سبتة» و رقم 2 باسم «ميرامار» ورقم  4  النيكرو«…..الخ . بعدها أضبف الى الخط مقصوراتان من نوع «هينشل» ألألمانية الصنع كذلك  ، ليصل العدد عام 1940 إلى 8 مقصورات كلها بخارية،  وفي 24  فبراير 1955 وصلت الى ميناء سبتة قاطرتين كهربائيتين من نوع «مان»  ليبدأ بهما العمل في يونيو من نفس السنة

ESTACIÓN DE RINCON

نــهاية القــطار

وبتاريخ 1 يونيو 1958  توقف القطار رسميا عن العمل بعد 4 عقود من الزمن خلاله عرف الخط مجموعة من الصعوبات وخصوصا في العقود الاخيرة  حيث تبين أن الخط قد يتدهور شيئا فشئا بفعل الفيضانات  القوية التي تعرفها المنطقة و خصوصا الخط الساحلي بين الرنكون عبر وادي اسمير ووادي النيكرو حتى وادي كاستيخو  ، اما المشاكل الاخرى كانت تتجلى في  تقادم القاطرات ودخول شركة  حافلات فالينصينا في المنافسة ثم مشاكل الصيانة والازمة التي كانت تعرفها اسبانيا اثر الحرب الاهلية وزاد الوضع تفاقما بندلاع الحرب العالمية الثانية

ESTACIÓN DE MALALILLINE

بمجرد إغلاق الخط ، تم تقسيمه إلى قسمين ، المغربي والإسباني. في ذلك الوقت ، أمرت الدولة الإسبانية بإعداد تقرير جرد لجميع المواد الى سبتة إلى مقرمديرية  الأشغال العومية حيث بدأت عملية بطيئة من أجل الاستفادة  مما تبقى من السكة الحديدية  ، وبتاريخ يوليو 1961 ، كانت المديرية قد استولت  على جميع الأراضي والمباني والمنشآت السكة الحديدية . وفي سنة 1973 بيعت كخردة في المزاد العلني جميع المواد السكة الحديدية بما فيها المقصورات البخارية , الى شركة الحديد من «فالينسيا » الاسبانية، و لحسن الحظ تم الحفاظ على مقصورة واحدة من نوع » ألكو » بمحطة سبتة تحت رقم 1 تحمل اسم المدينة” سبتة ” وذلك بفضل جهود رئيس بلدية سبتة انذاك السيد»  ألفونسو سوتيلو «، باعتباره الأرث الوحيد  الموجود حاليا بالمدينة والمتبقى من سكة حديدية دامت أربعة عقود

ESTACIÓN DE TETUAN

     » وفي فاتح يونيو 1958  كانت الرحلة الاخيرة , رحلة الوداع , غادر» البابور البري مدينة تطوان قاصدا مدينة سبتة, الى محطته الأخيرة , الى مثواه الاخير , غادرها  وعرباته مثقلة بحكايات الناس وذكرياتهم وأحلامهم ، غادرها على صوت صفارة ظلوا يسمعونها طول حياتهم ،  غادرها على دخان بخار وهو يتطار في السماء مخلفا وراءه شريطا من الآلام والحُزْن وَالأَسى ….إ

Esta imagen tiene un atributo ALT vacío; su nombre de archivo es seka-3-1024x635.jpg

غضب أهل القرية وظنوا  أن عودته هي مسألة أيام أوشهور , وقال بعضهم أنه سيعود…, فلا طريق له سوى هذه  السكة…مرت الايام والشهور والسنين , لاصوت صفارة , ولاهدير عجلة ..أُغْلقت أبوابُ  المحطات وتوقفت ساعاتها …اقتلعت السكة التي كانت تحتضن الأرض…..ودمر الخط بالكامل …ثم عم الصمت والسكون أطراف القرية…..وراح جيل بعد جيل …وصارحلم العودة يغيب شيئا فشيئا حتى صار نسيّا منسيّا…..إ

CONTRATO DE VENTA DE MATERIAL DE VIA DEL TREN CEUTA TETUAN

المراجع والمصادر


Taller de Fotos : Tren ceuta-Tetuán


COMPARTIR

2 comentarios

  1. Fatna Messari

    No me acuerdo del tren pero mi abuelo, me contaba historias sobre este tren…Me gusto mucho el texto y sobretodo las imagines que le acompañen. Puede ser un guillón de un corto metraje.Sera manifico!Muchas gracias por compartir!

    1. medikzoom

      Gracias fatima por su comentario y Gracias de estar con nosotros en este maravillo tren de recuerdos ,un tren que cada vez llega a una estaciones o una parada suban pasajeros nuevos, con historias y crónicas, anales, relatos, de sus abuelos y de sus queridos sobre el pueblo . Fatima eres una de ellos , si recuerdas de una historia de vuestro abuelo no olivadas de compartirlo con nosotros en Medikzzom.com.
      Gracias

Deja una respuesta

Tu dirección de correo electrónico no será publicada. Los campos obligatorios están marcados con *