«ماريـانـو فـورتـونــي » يـــوم صيــفــي بـالـمـغـرب
لوحة ( يوم صيفي بالمغرب ) لوحة لا توجد ضمن قائمة أشهر اللوحات ولا هي معلقة على جدران المتاحف العالمية , لكن صاحبها يعتبر من أشهر الرساميين الرومانسين الذين ينتمون الى المدرسة الانطباعية في القرن التاسع عشر ,انه الرسام الاسباني ماريانو فورتوني صاحب لوحة معركة تطوان التي تعد من اشهر اللوحات في العالم . اما لوحتنا «يوم صيفي بالمغرب» فيمكن أن نعتبرها نحن الرنكونيون» تحفة فنية لا مثيل لها. فاللوحة تجسد منظرا طبيعيا لقرية جاءها الفنان 1860 ثم زارها مرارا وتكرارا أحبها وعشق شمسها وقال عنها » الشمس التي وجدتها هنا لا توجد في أي مكان اخر » ثم رسم هذه اللوحة الجميلة لقرية نسميها اليوم ب» قرية الصيادين» » الرنكون » أو المضيق ….إ
اللوحة تصوّرلنا منظرا طبيعيا مفتوحا,منظرا لقرية خالية او شبه خالية منظرا لشاطئ ربما كان الفنان يقصده للاستمتاع بالهدوء الذي كان يعم المكان والتمتّع بمرأى الطبيعىة وهواء البحر , وفي خلفية اللوحة تلوح طبيعة اخرى من الجبال والتلال الخضراء وعلى يمين اللوحة يظهر رجل منعزل يرتدي جلبابا مغربياّ ويقف إلى جوار حصانه وهو في حالة تأمّل الذي يعطي انطباعا بالهدوء والسكينة للمكان . وعلى جانب الشاطئ بناية يبدو انها تعرضت للهدم او لهجوم من البحر( البناية بين قوسين هي لبرج بناه القائد أحمد بن علي الريفي بين سنة 1710..و 1714 في عهد المولى اسماعيل لحماية مدينة تطوان من اي هجوم من البحر ) وهذا يوحي ان الفنان نقل لنا حقيقة المكان كما يراه بالضبط …وفكرة ماريانو الاساسية ,شأن كل الرسامين الانطباعيين كانت رسم التفاعل المتبادل بين الضوء والظل وتاثيرهما على الطبيعة. حتى أنه لم يعطي اهتماما كبيرا للوجوه واكتفي باستعمال فقط البقع اللونية الصغيرة, وتركيزه كان فقط على طبيعة المكان والبحر والسماء والطقس …وقد استخدم الفنان الألوان الخضراء المتدرّجة لرسم العشب كي يخلق انطباعا عن ضوء النهار في فصل الصيف ….إ
من هو ماريانو فورتوني
منذ القرن السابع عشر الميلادي أصبح الشرق الإسلامي ميداناً خصباً لما يعرف بالدراسات الاستشراقية، وراحت هذه الدراسات تنتقل من الطابع الاستكشافي إلى الميادين السياسية والأكاديمية من القرن الثامن عشر لتشكل اليوم أحد المصادر المهمة في دراسة أحوال الشرق في بداية العصور الحديثة. بعيداً عن الدوافع الاستعمارية أو التبشيرية التي يرى بعض الدارسين أنها كانت المحرك الرئيسي لموجات المستشرقين التي زارت بلاد الشرق الإسلامي، فإن اللوحات التي رسمها الفنانون الأوروبيون لمناظر الحياة اليومية في بلادنا تعد مصدراً مهماً للحصول على معلومات موثقة عن الفن والعمارة الإسلامية، ولا سيما في المدن العربية التي استقبلت هؤلاء الفنانين خلال سنوات القرن التاسع عشر على وجه الخصوص
انضم فورتوني الى الحركة الاستشراقية وإن كانت رحلته عسكرية فقد كان لها أثر كبير على مستقبله حبث تضمنت مسيرته الفنية القصيرة مجموعة متنوعة من الموضوعات الشائعة في الفن في عصره، ومنها السحر الرومانسي والرسم العسكري للتوسع الاستعماري الإسپاني لشمال افريقيا
أرسل عام 1860 من قبل المجلس النيابي لبرشلونة لتغطية حرب تطوان، حينئذ سيعرف تحوّلاً جذرياً في الطريقة التي اعتمدها في الرسم، بل وأتاح له ذلك مزيداً من التحرّر في رؤيته للشرق، إذ لم تعد أعماله تستجيب للتخيلات المحمومة، ولكن لتأمل المناظر الطبيعية والمشاهد الواقعية.. اكتسب فورتوني شهرة بفضل لوحاته ذات المواضيع العربية، لكن انتصار الانطباعية في القرن التاسع عشر وضعه مثل كثيرين من الفنانين الكبار لتلك الحقبة في مواقع خلفية، مواقع الظل في تاريخ الفن، فتاريخ الفن بُنِيَ عبر محاور متسلسلة هي: التيار الواقعي، والانطباعي وتيارات ما بعد الانطباعية، والتيارات الطليعية، وغيرها
ولد ماريانو فورتوني في 11يونيو 1838 بمدينة (تاراغونة) بكاطالونيا وتوفي في 21نوفمبر 1874 ب(روما) ايطاليا واحد من أشهرالرسامين الرومانسين المستشرقين في القرن التاسع عشر الذين ارتبط اسمهم بالحركة الرومانتيكية حيث عرف الفن قفزة جديدة بعد دخول الخيال والشعوروالاحساس الى عمق العمل الفني. في سن السادسة من عمره حتضنه جده وتولى رعايته وتربيته. وكان هذا الجــد يشتغل مهنة النجارة وفي اوقات فراغه يصنع تمــاثيل من الشمع ويبيعها في الأسواق وكان الطفل فورتوني يساعده في تـلوين تلك الأشكال وعرضها للزبائن، وهكذا بدأت علاقة فــورتـوني بالفن من خــلال هذا النشاط الفــني التجاري
Mariano Fortuny Wad Ras ( 1862-1863) Museo del Prado Madrid.
في عام 1852 غادر الجد القرية ومعه الطفل متجها نحو برشيلونة مشيا على الاقدام بحثاً عن مستقبل أفضل, ونتيجة للظروف الصعبة اضطر الجد العمل بمسرح العرائس والعيش من خلاله، وعندما استقر الاثنان في برشلونة، رأى الجد أن الطفـل لديه موهبة فنية وحب شديد للرسم أرسله للعمل كمساعد عندأحد الفنانين لتعلم ودراسة قواعد الرسم والتلوين وهو الفنان دومينيك تالارن . بعد عام سجل فورتوني في أكاديمية الفنون الجميلة لدراسة الفنون كان ذلك في عام 1853 لكن تردده على ورشة دومنيك لم ينقطع حيث كان يتعلم أحدث التقنيات والابداع ويزيد من أفقه في حقول المعرفة. وفي عام 1858 حصل فورتوني على منحة من مجلس المقاطعة المحلية ببرشلونة لدراسة الفن في روما وذلك بعد فوزه في مبارة احسن رسام في مدرسة الفنون الجميلة بالمدينة،..إ
وصل فورتوني روما يوم 19 مارس التقى بمجموعة من الفنانيين الكبار وخلال تلك المدة تأثر بفناني عصر النهضة والجداريات المنفذة في داخل الفاتيكان وخاصة بأسلوب رافئيل. وبعد عودته الى برشلونة وصف فرتوني روما بأنها أشبه بحقل مقبرة قديمة يردها الزوار لااطلاع على تاريخ الأقدمين. وفي تشرين الأول /أكتوبر 1859 اندلعت حرب بين اسبانيا والمغرب وقد طلب من فورتوني من مرافقة القوات العسكرية ليكون مؤرخا تصويريا للمعارك التي تجري هناك الى جانب الكاتب و السياسي الإسباني أنطونيو دي ألاركون الذي شارك في الحرب الاسبانية على المغرب كشاهدا وموثقا ومدَونا ثم المصور الفوتوغرافي اينريكي فاصيو
وبمجرد انتهاء الحرب الاسبانية المغربية بمعاهدة السلام في 26 أبريــل 1860 عرفت بمعاهــدة ” واد راس” عاد فورتوني الى اسبانيا وفي طريقه بمدريد زار خلالها المتحف الوطني و التقى بعدد كبيرمن الفنانين اسبان من بينهم عائلة فيديريكو دي مادراسو المشهورة وابنتهم سيسيليا دي مادراسو التي ستصبح زوجة له. شكلت رحلته الى المغرب منعرجا أساسيا في مساره الفني ولّدت في نفسيته عشقا جديدا , وهذا ما جعله يطلب من بلدية بارشلونة للعودة الى المغرب مرة أخرى سنة 1862 , فقد هيأ له المغرب فرصة اكتشاف تفاصيل الضوء في تألقه على الألوان والأشكال المرتعشة وأبهرته الألوان المتألقة في كل مكان التي نقلها عبر لوحاته الفنية فيما بعد وخصوصا لوحات مثل “فنتازيا عربية” “فارس عربي في طنجة” بائع النسيج ” و ” يوم صيفي بالمغرب ” الخ
وفي سنة 1868 زار غرناطة وعشقها ومكث بها رسم مجموعة من اللوحات ,ثم روما سنة 1870 وباريس التي زار متاحفها وعرض أعماله هناك , وأقام فترة وجيزة بلندن للاطلاع على الحركة الفنية وفنانيها هناك ….وفي تاسع من نوفمبر سنة 1874عاد فورتوني من باريس الى روما حيث توفي بعد أسبوعين في 21 نوفمبر 1874بسبب نزيف بالمعدة (القرحة) . كان فورتوني متمكّناً من تقنيته، إضافة إلى نظرته المتفردة، وخياله الذي يتجاوز الحَرْفية التي تقف خلف الدوافع الإبداعية.
وقد توفي في السادسة والثلاثين من عمره، تحديداً لما كانت شخصيّته وأعماله الفنية، بل وهواجسه وقلقه يمضيان باتجاه التحوُّل. لم يكن غامضاً ولا عصياً على الفهم، كان فناناً يسير باتجاه تحقيق نجاحات فورية، دائمة ومتواصلة، شهرته كانت تتسعُ وتتزايدُ في إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية بشكل أكبر منها في إسبانيا , كان فنانا من طراز خاص وكان اسمه ولازال علامة فنية مميزة مضيئة في سماء الفن ,كان باحثا أصيلا عن ظلال أخرى للون ظلال تكسرتلك الدائرةالمغلقة التي وصل اليها الفن في أوروبا القرن التاسع عشر , وجد تلك الظلال من خلال رحلته للمغرب في علاقة الضوء بالظل , في سطوع الشمس وانعكاسها على الكائنات , فالشمس بالمغرب لم تكن شبيهة بأي شمس في مكان اخر. عمره القصير أثار دهشة النقاد وتجار اللوحات فقد عاش 36 سنة ولكن هذه السنوات القليلة الزاخرة بالنشاط الفني تعادل ما عمله بعض كبار الفنانين خلال حياتهم الطويلة، وبالتالي فان طول العمر أو قصره امام عملية الابداع لا يعني شيئا، بل أن الانجازات الفريدة والمميزة هي التي تسجل رقما متقدماً عالمياً سواء كان ذلك في حقل الفن أو الأدب أو غير ه. كان فورتوني واحداً من الموهوبين الذين يصحّ فيهم القول بأنهم ولدوا والفرشاة في أيديهم
La Batalla de Tetuan de Fortuny. De l’atelier al museu
المصادر
biografia y vida de mariano fortiny
Prgunto..a parte la obra artística sobre rincón del mediq si hay documentos escritos sobre este espacio que era vacío, sin habitantes..si el pintor dejó algo escrito ,la ocasión que pasó por ahi..gracias interesante artículo
Mhammed Zouak , gracias por su mensaje y primero , hemos buscado por muchos sitios y documentos y archivos sobre el tema , y no hemos encontrado algo especial ,solo Cuando el pintor catalán llegó a norte de Marruecos por primera vez se sintió sumamente impresionado por su luz del sol, el color del paisaje y por el ambiente,el pueblo de martil y rincón del medik era un lugar perfecto para la evolución de su personalidad artística…..
Gracias
Mesikzoom
Que casualidad que mis 2 hijos estudian en el colegio de María Fortuny en Reus.
Gracias por el artículo Saïd.
cuando M. fortuny paso por el lugar donde pinto su obra . el sitio no se llamaba rincon de medik .. se llamaba medik y fum aallek المضيق أو فم العليق ونجد هذه التسمية عند الناصي مثلا ..
rincon de medik el nombre dado por espanoles 1912 o un poco antes .
saludos desde rincon de medik .