Francisco García Cortés Fotografía en el tiempo del Protectorado

garcia cortes
COMPARTIR


“فرانسيسكو كارسيا كورطيس”أشهرالفوتوغرافيين بتطوان فترة الحماية

ننظر اليوم بكثير من الاعجاب إلى هذه الاَلة الصغيرة التي تُوقف الزمن وتنتصر على النسيان ، ولعل هــذه الالة جاءت كي تكلل تاريخا طويلا للإنسان الصانع بدءا بالحجر المصقول الذي رســم به الانسان عـــــلى الــكهوف ثم الألوان النباتية التي لون بها بعض روسوماته مرورا بكل أدوات الرسم … عُرفت مبادئ التصوير الأولى في عهد أرسطو في القرن الرابع قبل الميلاد بما سمي بالتصوير في الغرفة المظلمة وبدأ هذا المبدأ يجد له استعمالات في فن الرسم ، واستمرت بعدها الجهود في تطوير هذا الفن ،  عقودا من الزمن الى أن وصل الألماني اوسكاربرناك 1913م الى ابتكار أول اَلة التصوير الحديثة مجسدة قي كاميرا” لَيْـــكا “ التي تعمل بأفلام  35مم التي غيرت مفهوم التصوير لدى العالم ونقلته الى مرحلة جديدة ، فأصبحت الصورة أكثر دقة وتميز في حفظ حياة الشعوب .


وأصبح بإمكان البشر أن يحتفظوا بالماضي ميكانيكيا بكل ما يحمله ذلك الماضي من تفاصيل لحظية لم تنجح اللوحات الزيتية ولا الذاكرة البشرية بنقلها من قبل . لقد كان للتصوير القدرة على حفظ الماضي وتجميده في لحظة زمنية معينة بكل أبطالها وظروفها ومواقعها من خلال صورة غادرها أصحابها وظلت ناطقة شاهدة على ذلك الزمن البعيد


ومع ظهور الة  التصوير “ لَيْــــكا” سنة 1913م باشر العديد من المصورين الفرنسيين والاسبان بلاد المغرب الذي كان  خلالها بلدا مستعمرا أو  تحت” الحماية ” والحقيقة أن المغرب البلد ألأقرب الى أوروبا أسهم كثيرا في إثارة فضول الغربي وتشويقه إليه ، فمنهم من قادهم الفضول المعرفي لهذا البلد  والاطلاع على سحره وجـــماله  وحكاياته  وحضارته وثقافته وتقاليده وعاداته وحفلاته ، ومنهم من حل به من أجل نقل حياته اليومية في تصوير ملامح الوجوه وألوان الباس وهندسة البيوت والصوامع  والمساجد وحركة الأسواق وجمال الساحات وبيعها كبطاقات بريدية للغربي (الأوروبي) الذي كان متعطشا لمعرفة سحر هذا البلد وجماله..وصنف كان في خدمة المستعمر يقوم بدراسة البلد وجغرافيته وينقب عن ثرواته يصور الجبال والسهول والبساتين والأودية ، يتنقل من قرية الى قرية ومن قبيلة الى قبيلة , وقسم  اخر من الفوتوغرافيين كان في الخدمة العسكرية يرافق الجنود من ثكنة الى ثكنة يرسم تفاصيل الحرب ويصور المعارك وينقل حياة الجنود داخل وخارج المخيمات العسكرية 


  والصنف الاخير من المصوريين الفوتوغرافيين الذين قدموا الى المغرب بين العشرينات والأربعينــات القرن العشرين  واستقروا به فترة طويلة  تعلموا لغته وعاشوا بين أهاليه ، وعشقوا طبيعته وشمسه وساحاته وأزقته وألوانــه باحثين عن الحكاية في الوجوه ، والقصة في الحركة  والظلال في الزوايا ، واللقطة المميزة واللحظة الحاسمة ، عاشو فترة من حياتهم يجوبون الشوارع بحثا عن زبنائهم بين الساحات والأزقة والبساتين وفي الأسواق وعلى الشواطئ


يتنقلون من مكان الى مكان هذا الصنف من المصورين سُمي ب “المصور المتجول” ومن اسماء المصورين الذين اشتغلوا بتطوان نذكر منهم » خوصي رويس» الذي فتح أول استوديو للتصوير بمدينة تطوان كان ذلك سنة  1913 ثم جاء بعده» استوديو لونا»  1917  الذي اشتغل كمصورا  متجولا وصحفيا في أحد الصحف الاسبانية الذي كان يغطيها بصوره انذاك وفي سنة 1924 ازداد عدد  المصورين والاستوديوهات الى خمسة «استديو «بيرينكولا ، وكلاطايود ، وزينيترام ، والبيرطو، وايستوديو روبيو «بعدها  في  الثلاثينات  1930ظهر مصورون اخرون من أشهرهم  « بارطولومي روس» الذي اشتغل بمدينة سبتة وفتح بها مختبرا للتصوير ثم فتح فرعا له  بتطوان واخر بطنجة صوره نشرت في أهم المجلات والصحف في ذلك الوقت مثل  » أ ب س» الاسبانية والمجلة » افريكا»، وله مجموعة كبيرة من «كارط بوساطال» ثم  استوديو مارتينس  و….. وبعدها1947  ارتفع العدد الى ثمانية :  ألبا ، كودرادو ، مودرنا ،و موراليس بشارع محمد الخامس حاليا قرب دار الطير الايستودو الوحيد الذي بقي صامدا بعد الاستعمار (ومازلت احتفظ بصورة اخذتها هناك وهي اول صورة لدخولي المدرسة وطابع موراليس خلف الصورة)  وقبله بسنوات قليلة كان » فرانسيسكو كارسيا كورطس »  المصورالفوتوغرفي الاسباني الذي  سيكون موضوعنا اليوم …إ 


  “فرانسيسكو كارسيا كورطيس” من مواليد مدينة صوريا اسبانيا ” سنة 1901 …بدأ مسيرته كمصور متجول في مدينة تطوان و آلة  “  ليكا  ” بين يـديه والحقبية على كتفيه متنقلا بين الرنكون وتطوان والشاون باحثا عن زبناءه ، وبمنزله رقم 8 بتطوان كان يشتغل يحمض أفلامه ليوزعها صباحا على أصحابها ، وفي خمسينات فتح استوديو في شارع  الجنرال سان خرجو بعدها فتح فرعا اخر في مدينة  الشاون  ، ثم أُختير كمراسلا في وكالة» ايفي تطوان» وصحفيا في » يوميات أفريقيا «صحيفة اسبانية صدرت في مدينة تطوان.


  عمل فرانسيسكو كورتيس كمصور رسمي في»المفوضية الاسبانية العليا» في المغرب ، وكان مهامه هو تغطية الصحف بالصور عن الحياة في  المدن والقرى والاسواق والاحتفلات والعادات والتقاليد واللباس وصور المساجد ولأبواب التاريخية  والأزقة والأقواس والساحات العمومية صور المنديل والشاشية صور حايك وجلباب والقندورة والبلغة ثم الرزة والكرزية صور كل ما يقع عليه عيناه . وبعد استقلال المغرب انتقل فرانسيسكو كارسيا كورتيس  الى مدينة سبتة ثم الى “مالغا ”  حيث توفي هناك  سنة 1976م , تاركا وراءه   أرشيفا ضحما  من الصور الفوتوغرافية أغلبها التقطت بين مدينة تطوان والرنكون والشاون وكلها تعكس الحياة اليومية لسكان المنطقة  تقاليدها , عاداتها, اعراسها وطقوسها , صورا ترسم العنصرة بتفاصيلها , والمرأ ة الجبلية في لباسها التقليدي , …ترك لنا  مكتبة فوتوغرافيةتحتوي على كم هائل من الصور بالأبيض والأسود غادرها أصحابها وظلت ناطقة شاهدة على ذلك الزمن الجميل يتوارثها جيل بعد جيل. 

FRANCISCO GARCÍA CORTÉS FOTOGRAFO

COMPARTIR

Puede que también te guste...

Deja una respuesta

Tu dirección de correo electrónico no será publicada. Los campos obligatorios están marcados con *