ماضي المضيق : مبادرة لتوثيق تاريخ المدينة وتسليط الضوء على إرثها الثقافي

شهدت مدينة المضيق، مساء السبت 18 يناير 2025، حدثًا ثقافيًا مميزًا تمثل في عرض الفيلم الوثائقي «ماضي المضيق»، الذي احتضنته دار الثقافة ونظمته جمعية قرية الصيادين للتنمية. أعدّ هذا العمل الوثائقي الدكتور الحسين بوزينب، عضو الأكاديمية الملكية للغة الإسبانية، كتحفة توثيقية تهدف إلى إبراز تاريخ المضيق العريق وربط الماضي بالحاضر بأسلوب بديع

تناول الفيلم مختلف مراحل تطور مدينة المضيق، بدءًا من كونها الطريق الذي مر به طارق بن زياد إلى مدينة سبتة وصولاً إلى فتح الأندلس، ثم تطور المدينة من قرية صغيرة تعيش على الصيد والزراعة، إلى أن أصبحت مدينة حيوية تجذب الزوار بجمال شواطئها وسحر طبيعتها، فضلاً عن كونها مركزًا إداريًا وسياحيًا هامًا. وقد أبرز العمل الوثائقي الجوانب المميزة لإرث المدينة، ما جعله يشكل إضافة نوعية للذاكرة الجماعية

PLANO DE LA RADA DE TETUAN 1796

اعتمد الدكتور الحسين بوزينب في إعداد الفيلم على البحث العميق والتنقيب في الخرائط القديمة للمنطقة، بالإضافة إلى النصوص الأدبية والوثائق التاريخية القيمة المستخرجة من الأرشيف الإسباني. هذا النهج العلمي الدقيق أضاف للعمل الوثائقي مصداقية وأهمية تاريخية

Midek dans les années 80

تميز العرض بحضور لافت من مثقفين وباحثين وأفراد من مختلف الأجيال المنطقة، الذين عبروا عن اهتمامهم بالموضوع من خلال نقاشات مثمرة وتعليقات قيمة ، وبهذا التفاعل، أظهر الحضور حرصهم على فهم تاريخ المدينة والاطلاع على الجوانب التي شكلت معالمها عبر الزمن.

وفي حوار مع الدكتور الحسين بوزينب، أكد أن عرض الفيلم يُعد خطوة أولى نحو مشروع مستدام لتوثيق تاريخ المضيق وتعزيز الوعي بتراثها العريق. كما تحدث عن فكرة التحضير مستقبلاً لتنظيم ندوة علمية تضم جميع الباحثين والمتخصصين في مختلف المجالات ذات الصلة، بهدف تعميق النقاش حول تاريخ المدينة وتوثيق مراحل تطورها. وأوضح  أن هذا النوع من المبادرات العلمية يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة في دراسة التاريخ المحلي، ويُسهم في الحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة

إلى جانب ذلك، أشار الدكتور إلى أن المنطقة تحتوي على العديد من الأحداث والحقب التاريخية التي ما زالت بحاجة إلى التوثيق والبحث العميق، وهذه مهمة ستستمر على مدى سنوات. فهو يرى أن عرض هذا الفيلم هو مجرد بداية للمسار الطويل الذي يسعى من خلاله إلى إبراز تاريخ المضيق بشكل أوسع وأكثر شمولية

جهود جمعية قرية الصيادين للتنمية في تنظيم هذا الحدث تستحق الإشادة، حيث نجحت في تقديم مادة غنية تسهم في تعزيز التواصل بين الأجيال وإبراز الهوية الثقافية للمضيق. من خلال تنظيم هذا العرض الوثائقي، أظهرت الجمعية حرصها على تسليط الضوء على تاريخ المدينة وإبراز أهميته كجزء من التراث الثقافي للمنطقة

ختامًا، يعكس عرض فيلم «ماضي المضيق» البداية الواعدة لمشروع ثقافي يستهدف تسليط الضوء على تاريخ المدينة وتعزيز مكانتها الثقافية والتاريخية. ومع ذلك، لا تزال منطقة المضيق تزخر بالكثير من الجوانب التاريخية الغنية التي لم يتسع المجال لتناولها في الفيلم، مما يفتح الباب لمزيد من الأبحاث والمبادرات المستقبلية لتوثيق هذا الإرث الزاخر وجعله مصدر إلهام للأجيال القادمة

سعيد حمو   20يناير 2025

COMPARTIR

Puede que también te guste...

Deja una respuesta

Tu dirección de correo electrónico no será publicada. Los campos obligatorios están marcados con *