شذرات من ذكريات الزمن الجميل
الى رفيقي الدامون
إلى رفيقي الدامون
رفيقي أنا وأنت عشقنا سيدة واحدة حورية أندلسية هربت من مقصلة رهبان الصليب ومحاكم التفتيش، سيدة واحدة اسمها “الرنكونيسيا” ، رفيقي عوَّدتنا الأيام أن نلتقي بمقهى “زامبيا” في تلك الزاوية المعهودة من زوايا بيوتها قرب النافذة المفتوحة صدرها للشمس المعانقة لندى الصباح البحري ،عهدتك جالسا هناك كل مساء على ذلك الكرسي الخشبي وأنت ترشف بشفتيك اليابستين المشقوقتين ريق حبيبتك، تتلذذ بشرب رحيق جسدها القاتل ، كنت تقول لي : لاتدخن اخي العربي ثم تعيدها بالفرنسية وأنت تضحك وحبيبتك تتغنج وتتلوى تستعرض مفاتنها المميتة قبالة عينيك وأنت تضحك … عارية كانت تعلو وتهبط كأنها نورس مدعور تحاصره ريح الشرقي
كنا يارفيقي بمقهى “زمبيا” نشم رائحة الشاي والقهوة يشحران على الفخار …كم كان جميلا زمن » الززوا » الفحم المشتعل المائل لونه للبنفسجي… كان خاي» احمد زمبيا «يضع دُناً كبيرا من النحاس مملوءا بالماء فوق الفخار المتوهج الأحمرالزاهي و يحضر طلبات زبنائه الذين كانوا من البحارة والطلبة الجامعيين وبعض التلاميذ الثانوي الذين كانوا يتترددون على المقهى بصفة دائمة ، دون أن ننسى” فاطمة د سي ادريس ” الملقبة بفاطمة “الذهبي” وقفشاتها الممتعة والرائعة …كانت نظرا لكبار سنها تعتبر أم جميع زبناء المقهى ،الكل كان يحترمها ويعتبر قفشاتها نوعا من الرومانسية …كان لون شعرها أزعر اليافع المائل الى الذهبي الشمسي … كانت خالتي فاطمة امرأة طيبة توفر الماء للمقهى بواسطة دلوين قسديريين ، أما الثمن كانت تقول : » اللى عطنا شي تبارك الله» و لم تكن تشترط قدرا معينا من المال بالاظافة كانت تنظف ثياب بعض البحارة الذين لم يتزوجوا بعد كانت المرحومة تتجند بطقوس عيساوة ، فأينما سمعت هذه الطقوس تمارس كانت تهرع إليها وتظل ترقص على ايفاعاتها الى حد الهيستيريا حيث يحصل لها الصرع والانهيار حتى تسقط على الأرض جثة هامدة مع أنين دفين يصدر من عمق جوفها…..إإ
رفيقي كم اشتقنا لهذا الزمن ، ثم كبرت لوعتنا ووحشتنا لنعناع الحساني الذي كان يشتريه» أحمد زامبيا»من غرسات بوزغلال..كانت رائحة النعناع تختلط برائحة عرق البحارة في المقهى ورائحة دخان «كازاسبور»وفلوس السردين … يعْلق هذا المزيج بثياب الزبائن فيغدو ا الخليط رحيقا أبهى من عطور باريس المعتقة ….اه يا رفيقي: كم افتقدناك …. اشتاقت البلدة اليك كثيرا ،وكذلك مقهى «زامبيا»وزبنائها وعطر النعناع ودخان «كازا سبور» ورائحة السمك …ماأزكى تلك الروائح ..رائحة بلدتنا وصياديها ..كل شئ يحن إليك …….إإإ
رفيقي أتساءل مع نفسي وأقول : لماذا ترحل أشياءنا الجميلة … بحرقة شديدة أتذكر جارتنا الغجرية “باكا ” و أحن لابنتها الشقراء “اسبليتا” التي كانت تربطني بها علاقة حب الطفولة ، أحن الى “خوصي شابي “صاحب الشاحنة العتيقة المعروفة ب “فاركونيطا شابي” وابنته “كَرنيتا” تشبث المسكين بوطنه ومنبع ولادته حتى وافته المنية به …كان يحب بلدته قرية الصيادين حبا جما ، كان أب جميع أطفال القرية كان يساعد كل سكان القرية بشاحنته العتيقة «فرغونيطا»التي ينقل بها الاجور والرمال والاسمنت لأهل البلدة …….اشتقت لدونيا لويسا » وابنتيها ذات الشعرين الاسود والأشقر…..أحن الى الكوردين و»خوصي» صاحب حانة»كوكودريلو» ….إإإإ
و “بريكا” الذي لازالت صورته هو وأولاده جاثمة في عقلي وهو يصلح شباك «التورسان» «طريس ماياص» …. كان “بريكا” يمد حصيرا من الديز قرب بيته حيث كان الزقاق غارقا في أشجار التوت الذي كان يتواجد بكثرة وبكل أزقة قرية الصيادين …كان يسكن بالظبط في المكان التي توجد فيه دار الحماني حاليا و محمد الكزار الذي وافته المنية …… كان «بريكا» كلما تقطعت شباكه يجلس هناك قرب بيته لإصلاحها هو وزوجته وأولاده….كما أنه كان يخرج طاولة كبيرة من الخشب ويحيطها بالكراسي الخشبية وينزل فوقها قنينة كبيرة من الزجاج الاخضر «المخونة»مملوءة بنبيذ التينتو المائل للون المدادي وهو لون العنب الاسود ويظيف الى جانبها مختلف أصناف وأنواع الماريسكو أي فواكه البحر من اخطبوط وبلح البحر والحبار واللسان ثم بعض أنواع القواقع والقشريات…… كانوا يتجولقون حول المائدة ويغنون الفلامينكو ….كان «بريكا » يتقن اللعب والعزف على القيتارة ….كانوا يصحبونني معهم لمنزلهم كل ليلة سبت لأنهم كانوا بمثابة عائلة لجدي لأنه كان أول الأمر متزوجا باسبانية قبل الزواج من جدتي كما أن جدي كان صديق جميع الإسبان الذين كانوا يسكنون «قرية الصيادين » لأنهم كانوا يشترون منه » المياجقة» أي ما تبقى من الفحم عندما يتكسر……إإإإ
….كان فصل الشتاء بالرنكون » قرية الصيادين»قاسيا وعنيفا حيث الرياح العاصفية والبرد والسيول القوية والعتمة العميقة …حيث كانت القرية تغوص في ظلام مميت ابتداء من الخامسة مساءا لم تكن الانارة متوفرة إلا في بيوت الاسبان وبعض السكان المحظوظين والذين يعدون على رؤوس الأصابع ….كان زمن الشمع والقنديل وزيت الشحم أما الأحياء وأزقة القرية فكانت تغوص في عمق السواد حيث لاتسمع سوى نقيق الضفاضع وسرسرة الصراصير وعويل الكلاب ومواء القطط وهدير البحر المنتفخ ،وصفير الرياح المفزع…….إإإإإإ……يتبع
Quel beau texte, Émouvant !
Des noms, des images, des expériences, il s’agit de l’univers de notre enfance, notre histoire collective. D’un Rincon qui n’existe plus mais qui est enfoui en nous. Continue mon cher Chihab à secouer notre mémoire pour que les générations futures sachent d’où elles viennent et qui nous sommes
Hermano Oudumaya su comentario ha sido enviado a Mohamed arb chalhab pronto responderá …
y por nombre de Medikzoom.com os damos las gracias por su visita y por su magnífico comentario…..y espero que esta pagina Medikzoom.com sera un vehiculo para acercar a los Rinconeros que vivieron en Rincón DEL Medik Pueblo de pescadores.
saludos
medikzoom.com
Bendita la hora que he encontrado ésta página. Se me empañan los ojos al ver éstas fotos que me llevan a los recuerdos de mi infancia feliz en Rincón.
Cuanto me acuerdo de mi padre (Pedrin el panadero) hijo del Rincón, y que lo llevaba con mucho orgullo. Y mi madre Anita, que se la trajo de Ceuta y formaron ésta familia Rinconera.
Gracias!! medikzoom.com